الْمَغَارُ أَكْبَر مِنْ أَنْ يَكُونَ لِفَرْدٍ أَو عائِلَةٍ أَو طائَفَة

الْمَغارُ لَنا جَميعًا


حَقِيقَةٌ تَأرِيخِيَّةٌ

عامَ 1948 جُمَعَ  سُكَّانَ الْمَغار فِي سَاحَةِ الْبَلَد وَأُمَرَ بِ"فَرْزِهِم" طائِفِيًّا.
سَأَلَ أَحَدُ الْوجَهَاءِ وهو الْمَرْحُوم "حسين وحش عرايده": "ولِما الْفَرْز؟!"
أَجابَ الْقائِدُ الْعَسْكَرِيُّ : "يَبْقَى الدُرُوزُ وَيَرْحَلُ الْآخَرُون".
فَقَال: "كَلَّا أَيُّها الْقائِدُ، نَبْقَى جَمِيعًا أَوْ نَرْحَل جَمِيعًا".

وَيَبْقَى الْعَهْدُ هُوَ الْعَهْد
كنا مَعًا وَنَبْقَى مَعًا
    

مِنْ هَذا الْإيمَانِ الْمُتَجَذِّرِ بِوِحْدَةِ الْمَصِيرِ وَضَرُورَةِ الْعَيْشِ الْمُشْتَرَكِ، تَبْدَأُ رِحْلَةُ الْأَيَّام، رِحْلَةُ الْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَل

فَالْمَغارُ، دُونَ أَدْنَى شَكٍّ دُرَّةُ الشَّمَال، وَبوَّابَةُ الجَلِيلَيْن.
 

يَقَعُ هَذا الْبَلَدُ الرَّائِعُ عَلَى سُفُوحِ جَبَلِ حازُور، وَيُطِلُّ مِنْ عُلْياه عَلَى مَناظِرٍ رِيفِيَّةٍ خَلَّابَةٍ.
يَمْتَازُ الْمَغارُ بِتَضَاريسِهِ الْمُتَنَوِّعَة، بِطَبيعَتِهِ الْخَضْراء، وَكُرُومِ الزَّيْتُونِ الْواسِعَة ، وبِمَوْقِعِهِ الْفَريد الَّذِي يُطِلُّ مِنْهُ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّا وَمُرْتَفَعَاتِ الجَلِيلَيْنِ والجُولَان.

مَداخِلُ الْمَغَارِ الثَّلاثةُ تَرْتَبِطُ بِشَبَكَةِ الطُّرُقاتِ السَّرِيعَة، فالْمَدْخَلُ الشَّرْقِيُّ والجَنُوبِيُّ يَرْتَبطانِ مُباشَرةً  بِطَرِيقِ جُولاني– عَمِيعاد، وَالْمَدْخَلُ الشَّمَالِيُّ يَرْتَبِطُ مُبَاشَرَةً بِطَرِيقِ عَكَّا– صَفَد، وَهَذا الْمَوْقِعُ الاسْتراتيجي جَعلَ مِنَ المَغارِ بَوَّابَةَ الجَليلَين.
 
الْمَغارُ اسْمٌ عَلَى مُسَمًّى، فَيها أَهْلُ الْغِيرَةِ وَالْغَارَة وَفِيها تَكْثُر الْمَغاوِرُ والْكُهُوفُ.

هَذا الْبَلدُ يَحْمِلُ رِسَالَةً حَضَارِيَّةً سَامِيَةً بِتَنَوُّعِ تَرْكِيبَتِهِ السُّكَّانِيَّةِ وَنَسِيجِهِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَيَنْطَلِقُ نَحْوَ الْمُسْتَقْبَلِ بِخُطًى ثَابِتَةً وَوَاثِقَة، ذَلِكَ بِفَضْلِ التَعَاوُنِ الْبَنَّاء بَيْنَ مُخْتَلفِ الشَّرَائِحِ والْأَطْيَاف، وَبِفَضْلِ الجُهْدِ الْبَلَدِيِّ  لِمُواجَهَةِ التَحَدِّيَاتِ وَرَسْمِ مَلَامِحِ الْمُسْتَقْبَل.
 

الْمَغارُ ... سَجَّلَ مَواقِفًا تأريخِيَّةً

بِلُحْمَتِه الاجْتِماعِيَّة
بِالتَعالِي عَلى الجِراح
وَبِالْحِفاظِ عَلَى الْأَرْضِ وَالْمَسْكِن
 

هَذا هُوَ الْمَغارُ وهكذا سيَبْقَى إِلَى الْأَبَد

بَلَدُ التَسَامُحِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْعَيْشِ الْمُشْتَرَك
بَلَدٌ يُساهِمُ فِي بِناءِ الْمُجْتَمَعِ والوطنِ ،  وبالْحِفاظِ عَلَى أَمْنِهِ وأَمانِه
بَلَدٌ لا يَقْبَلَ سِياسَةَ التَمْييزِ وَالْغُبْنِ وَالإِجْحَاف
 

دامَ الْمَغارُ عَزيزٌ بِأَهْلِه

 

تقع المغار على السفوح الجنوبية لجبل حزور الذي يبلغ ارتفاعه 584 مترًا فوق سطح البحر، وهو ثالث جبل من حيث الارتفاع في منطقة الجليل الأسفل في اسرائيل، ويليه جبل الطور الذي يبلغ ارتفاعه 588 مترًا فوق سطح البحر وجبل الكمانة  ويبلغ ارتفاعه 598 مترًا وهو أعلاها .
أما من حيث التضاريس فان المغار في معظمها تقع في منطقة شديدة الانحدار أما المساحة المبنية من البلدة فتنتشر اليوم من ارتفاع حوالي 100 متر فوق سطح البحر، وحتى ارتفاع حوالي 500 متر.
بلدة المغار هي بلدة مختلطة الطوائف غالبيتهم من الدروز.
 هنالك عدة أراء حول تسمية البلدة ومنها:

  1. إن كلمة مغار أخذت من المغاور الكثيرة الموجودة في جبل حزور وهي طبيعية  معظمها نتجت عن عملية إذابة كيماوية للصخر الجيري بواسطة المياه (عملية كارست).
  2. إن هذه الكلمة هي مصدر للفعل أغار يغير، حيث كثرت المعارك قديمًا في هذا الموقع.
  3. يعتقد أن هذا الموقع هو المكان الذي بنيت فيه المدينة اليهودية " معاريا " التي ورد ذكرها في التلمود خلال الفترة الرومانية حيث عاشت فيها إحدى عائلات الكهنة التي حرست الهيكل ولكن بعد هدمه انتشرت عائلات الكهنة وعملت على حراسته في أماكن عديدة وخاصة في الجليل وإحدى تلك الأماكن هي معاريا.

 الآثار التاريخية
يستدل من الآثار التاريخية التي عثر عليها ومن تواجد الخرب القديمة في المغار إن المنطقة كانت مزدحمة بالسكان في القرون الميلادية الأولى وأكثر من هذا استمرارية الاستيطان في هذه المنطقة يمكن تأكيدها من خلال وجود اثار تختلف عن بعضها البعض وتعود كل فئة الى عصر خاص بها ، ويُستدل ايضا من الحفريات التي أجريت فيها، أنها كانت مأهولة في القرن الثاني بعد الميلاد، من قِبل الفيلق الروماني السادس. وهناك شهادة من العصر المملوكي تشير أنه كانت هناك قرية، لكنها هُدمت إثر حريق هائل. وقد عُثر تحت هذه الخربة الواقعة على الصخور الطبيعية على بقايا قرية من العهد الإسرائيلي القديم. وقد ذُكر في سجلات عثمانية أنه في فترة المماليك كانت هناك قرية، وأن المبلغ الذي دفعه السكان كضريبة كان قليلا، مما يدل أن القرية كانت صغيرة.

المنصورة : 
حي من أحياء القرية في الجانب الشرقي منها , ويعود تاريخها إلى مئات السنين , ولا زالت بقايا هذا الحي موجودة وتعرف باسم خربة المنصورة " تقع خربة المنصورة على بعد كيلومتر شرقي المغار وكانت مأهولة بالسكان حتى عام 1950، وقد أقيمت البيوت على ارتفاع حوالي 250 م حول عين ماء سُميت عين المنصورة، وكانت هذه العين مصدر المياه الرئيسي للقريتين. وكان سكان المنصورة يقولون إن قريتهم أقدم من قرية المغار، وقد ذُكرت المنصورة في سجلات عثمانية من أواخر القرن السادس عشر، وتدل أنه عاش في القرية 16 رب عائلة متزوج، دفعوا ضريبة مكونة من قمح، شعير، أرز، حليب ماعز وعسل. وظهر في السجلات نفسها أنه عاش في المغار 186 رب عائلة. 
ويذكر المسافر غرين الذي زار المنطقة عام 1887 أن نساء قرية المغار، كن تحملن الماء في جرار على رؤوسهن . وقد تقرر عام 1970 إقامة حي جديد قريب من المنصورة سُمح فيه في البناء للجنود من سكان القرية فقط.